شعب يعيش على الأزرار!

تركى الدخيل
صحيفة عكاظ


من الواضح أن المجتمع السعودي من أكثر المستخدمين للإنترنت بكل تطبيقاته وأشكاله، منذ أن كان الإنترنت عبر سلك الهاتف بكل البطء الذي كان يعاني منه، منذ إيميلات «جواب» و«أينا» وإلى الهوتميل، وصولا إلى «الجيميل» ومن ثم ثورة الأجهزة اللوحية، وانتشار أجهزة المودم، واستخدام التطبيقات الإلكترونية في الأجهزة الكفية. لا أحد ينافس السعوديين في المنطقة على استخدام «تويتر، الباث، سناب، فيسبوك، والكيك، ولاين».
بلغ عدد السعوديين المنتظمين في تويتر ما يزيد على المليون مستخدم، هذا الحضور الكثيف مؤشر على حيوية كبرى في المجتمع السعودي، لكنها تحتاج إلى ضبط عبر أكثر من مجال.
لا تعكس كثافة استخدام الإنترنت ما هو مرجو منه، إذ تطغى حال التسلية والعبث والشتم أحياناً، غير أن الاستخدام العلمي أو الجاد لهذه الوسائل لا يشكل إلا نسبة ضئيلة. «اليوتيوب» أكاديمية ضخمة، لكنه يستخدم غالباً للتسلية والعبث، لكن من النادر أن يستخدم لمتابعة اللقاءات أو الأفلام الوثائقية أو على الأقل للأمور الفنية والشعرية والأدبية. التسلية مهمة لكنها ليست الهدف المرجو من الإنترنت، بل المرجو أن ينشر الوعي ويغير في نسيج المجتمع الفكري والثقافي.
والأدهى والأمر أن تمارس الشتيمة أو التشهير أو القذف ضد الأشخاص في تلك التطبيقات، وسط ضعف في الوعي بالعقوبة التي يمكن أن يعاقب عليها في حال تظلم المتضرر. في المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، والذي أقر بمجلس الوزراء رقم 79 وتاريخ 7/3/1428هـ، وتمت المصادقة عليه بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم م/17 وتاريخ 8/3/1428هـ في تلك المادة توضيح بأن عقوبة سجن سنة وغرامة نصف مليون ريال لمن يمارس الهجوم على شخصٍ آخر من خلال الألفاظ المقذعة أو ما أشبهها.
نعم نستخدم الإنترنت، وبكثافة، لكننا نحتاج إلى الكثير من الوعي الفكري والاجتماعي والقانوني.